ملوك مصر القدماء في «قمّة طارئة» وسط حراسة مشدّدة

Workers prepare for transferring 22 mummies from the Egyptian Museum in Tahrir to the National Museum of Egyptian Civilization in Fustat, amidst the outbreak of coronavirus disease (COVID-19), in Cairo, Egypt, April 1, 2021. REUTERS/Mohamed Abd El Ghany

القاهرة | المرصد | ثقافة وفنون

تتزيّن شوارع القاهرة، اليوم، لاستقبال موكب مهيب غير مسبوق ينقل 22 مومياء لملوك وملكات مصر القديمة تحت اسم «موكب المومياوات الملكية» من المتحف المصري في ميدان التحرير، حيث مكثت لأكثر من قرن، إلى المتحف القومي للحضارة المصرية.

وستُنقل مومياوات 18 ملكاً وأربع ملكات من عصور الأسر الفرعونية السابعة عشرة إلى العشرين، على متن عربات مزينة على الطراز الفرعوني تحمل أسماءهم.

وتستغرق الرحلة الممتدة على نحو سبعة كيلومترات نحو 40 دقيقة، وسط حراسة أمنية مشددة، حتى تصل إلى المتحف القومي للحضارة المصرية جنوب القاهرة.

ويقود الموكب الملكي الملك الفرعوني سقنن رع تاعا، وهو من ملوك الأسرة السابعة عشرة في القرن السادس عشر قبل الميلاد، وكان حاكماً لطيبة (الأقصر حالياً)، وبدأ حرب التحرير ضد الهكسوس.

ويضم الموكب أيضاً بعض الملوك والملكات الفراعنة المعروفين بشكل واسع لدى جموع المصريين، مثل الملك رمسيس الثاني، وهو أشهر ملوك الدولة الحديثة (الأسرة العشرون) الذي حكم مصر في القرن الثاني عشر قبل الميلاد لنحو 67 عاماً.

وعثر على مومياتهما في خبيئة الدير البحري، غرب الأقصر عام 1881.

كذلك الملكة حتشبسوت، وهي من أشهر الشخصيات النسائية في تاريخ مصر القديم، وقد أعلنت نفسها ملكة على البلاد في عصر الأسرة الثامنة عشرة.

وعُثر على مومياء الملكة حتشبسوت عام 1903 في وادي الملوك بالأقصر.

مقر جديد

وينقل التلفزيون المصري هذه المراسم مع عروض موسيقية على الهواء مباشرة.

ولم تغادر المومياوات الـ22 المتحف المصري، الواقع في ميدان التحرير بوسط القاهرة، منذ بداية القرن العشرين.

ومنذ خمسينات القرن الماضي، كانت تُعرض بجانب بعضها بعضاً في غرفة صغيرة، من دون شرح أو توضيح تاريخي.

واليوم ستوضع المومياوات في أغلفة تحوي مادة النيتروجين، في ظروف شبيهة بتلك الموجودة في صناديق العرض، وستزود العربات التي تحملها بآليات لامتصاص الصدمات. وفي مقرها الجديد بمتحف الحضارة، ستعرض المومياوات في صناديق أكثر حداثة «من أجل تحكّم أفضل في درجة الحرارة والرطوبة مقارنة بالمتحف القديم»، حسب ما أوضحت لوكالة فرانس برس، سليمة إكرام، أستاذة علم المصريات بالجامعة الأميركية بالقاهرة والمتخصصة في علم التحنيط.

«لعنة الفراعنة»

ومن المقرر أن يضم المتحف المصري الكبير مجموعات فرعونية من متحف التحرير بوسط القاهرة، بما في ذلك الكنز الشهير الخاص بالملك الفرعوني توت عنخ آمون.

واكتشفت مقبرة توت عنخ آمون (القرن الرابع عشر قبل الميلاد) عام 1922، وقد ضمت مومياء الملك الشاب وأشياء كثيرة مصنوعة من الذهب والمرمر والعاج.

ويعلق حواس على اختيار متحف الحضارة لعرض المومياوات بدلاً من المتحف الكبير، قائلاً: «المتحف الكبير لديه الملك توت عنخ آمون، النجم، وإذا لم تضع المومياوات في متحف الحضارة فلن يذهب إليه أحد». ويثير الموكب الملكي ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ربط العديد من مستخدمي هذه المنصات الكوارث المأساوية التي حدثت في مصر على مدار الأسبوع الماضي بوسم «#لعنة_الفراعنة» الناتجة عن نقل المومياوات من منازلها.

زاهي حواس: المومياوات ستقدم بطريقة جميلة

قال عالم المصريات المصري زاهي حواس: «المومياوات ستقدم للمرة الأولى بطريقة جميلة، لأغراض تعليمية، وليس من أجل الإثارة».

ووفقاً له، فإن هيئة المومياوات المخيفة كانت سبباً في الماضي للزيارات القليلة، ويقول: «لن أنسى أبداً عندما اصطحبت (الأميرة) مارغريت، شقيقة الملكة إليزابيث الثانية، إلى المتحف.. أغمضت عينيها وهربت». وإثر الضربات الموجعة التي تلقتها السياحة المصرية خلال أعوام من عدم الاستقرار عقب ثورة 2011 تسعى مصر إلى استعادة ملايين الزوار من خلال الترويج لمتاحفها الجديدة، مثل متحف الحضارة والمتحف المصري الكبير بالقرب من أهرامات الجيزة، والذي من المقرر افتتاحه هذا العام.