محمد بن راشد يوجه بأن تكــــــون دبي المدينة الأفضل للحياة في العالم

دبي | المرصد | متابعات

وجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بأن تكون دبي المدينة الأفضل للحياة في العالم، وأكد أن النهضة التنموية، التي أسسها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيّب الله ثراه، في دبي منذ عقد الستينات من القرن الماضي مستمرة في تحقيق أهدافها الطموحة التي لا تعرف سقفاً للتميز، مع مواصلة دبي تنفيذ خطط واستراتيجيات تطوير تضع الإنسان وسعادته ورفاهيته واستقراره في مقدمة الأولويات، واتباع أسلوب عمل أساسه الاستلهام من أفضل الممارسات العالمية، مع مواءمتها وما يتوافق مع احتياجات المجتمع، ويكفل لأفراده مستقبلاً يرقى إلى مستوى توقعاتهم، بل يتجاوزها إلى ما هو أفضل، وهدفنا أن تكون دبي المدينة الأفضل للحياة في العالم.

جاء ذلك بمناسبة إطلاق سموه «خطة دبي الحضرية 2040»، بحضور سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، وسمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، وسمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي للإعلام، ورئيس وأعضاء اللجنة العليا لخطة دبي الحضرية 2040، وعدد من مسؤولي حكومة دبي.

وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في تغريدة على «تويتر»: «اعتمدنا، بحمد الله، مخطط دبي الحضري الجديد حتى العام 2040.. هدفنا أن تكون دبي المدينة الأفضل للحياة في العالم.. مساحات الأنشطة الاقتصادية والترفيهية ستتضاعف مرة ونصفاً، وستزيد أطوال شواطئنا 400% خلال العشرين عاماً القادمة.. و60% من مساحة دبي ستكون محميات طبيعية».

وأضاف سموه: «هدف مخطط دبي الحضري الجديد هو تخطيط الحياة في دبي خلال 20 عاماً قادمة.. وتوفير جودة معيشية للسكان تكون الأفضل والأرقى عالمياً.. والاستعداد للتطورات السكانية والاقتصادية الكبرى القادمة في دبي.. ونسأل الله أن يوفق الجميع لخدمة البلاد والعباد».

وقال سموه: «نواصل العمل لاستكمال نموذج تنموي عالمي، هدفه رفاه المجتمع وتمكين أفراده وتحفيزهم على الإبداع والابتكار والنجاح بتهيئة بيئة مثالية تلبي متطلباتهم، وتوفر لهم المساحة الكفيلة بإطلاق طاقاتهم الكامنة، ليكون الجميع شريكاً إيجابياً في مسيرتنا الطموحة نحو المستقبل الذي نتطلع إليه».

وأضاف سموه: «التخطيط السليم القائم على التحليل الدقيق للبيانات والمرونة الكاملة في مواكبة المتغيرات، كان سبيلنا لتصدُّر العديد من المؤشرات العالمية.. وهدفنا اليوم أن نكون في أعلى مراتب الريادة عالمياً، وضمن جميع المجالات.. نسابق الزمن برؤية واضحة للمستقبل تعي متطلبات التفوق فيه.. وتتجاوز كل التحديات نحو غدٍ يحمل أسباب السعادة للجميع».

من جهته، قال سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، عبر تغريدة على «تويتر»: «خطة دبي الحضرية 2040 خطوة ستتبعها خطوات في تحقيق هدف واضح وضعه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد لهذه المدينة، أن تكون أفضل مدينة للحياة في العالم، لأنها مدينة تستحق ذلك، ولأن قائدها لا يرضى بأقل من ذلك».

واطلع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ومرافقوه، على أهم محاور خطة دبي الحضرية 2040، التي تعتبر السابعة في تاريخ إمارة دبي، إذ أُطلقت الخطة الأولى في عهد مؤسس دبي الحديثة، المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيّب الله ثراه، عام 1960، حيث شهدت دبي خلال الفترة من عام 1960 إلى 2020، زيادة سكانها بنحو 80 مرة، إذ ارتفع عددهم من 40 ألف نسمة في عام 1960 إلى نحو 3.3 ملايين نسمة في نهاية عام 2020.

فيما تضاعفت مساحة المنطقة الحضرية والمبنية بنحو 170 مرة، وزادت من 3.2 كيلومترات مربعة إلى 1,490 كيلومتراً مربعاً في الفترة ذاتها.

ويأتي إطلاق سموه للخطة الحضرية 2040، تزامناً مع عام الخمسين، وتماشياً مع أهدافه، إذ ترسم خريطة مستقبلية متكاملة للتنمية العمرانية المستدامة، يكون محورها الرئيس الإنسان والارتقاء بجودة الحياة في إمارة دبي، وتعزيز التنافسية العالمية للإمارة، وتسهم في توفير خيارات متعددة للسكان والزوار خلال العشرين عاماً القادمة، لتحقيق رؤية سموه «بأن تكون دبي المدينة الأفضل في المعيشة والحياة، عبر توفير أفضل مرافق لأفضل مدينة في العالم».

وقد استمع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لشرح من اللجنة العليا لخطة دبي الحضرية 2040، برئاسة مطر محمد الطاير، رئيس اللجنة المدير العام ورئيس مجلس المديرين لهيئة الطرق والمواصلات، حول أهم محاور خطة دبي الحضرية 2040، التي تم بموجبها تحديث هيكلة المنطقة الحضرية لإمارة دبي، وتركيز التنمية حول خمسة مراكز حضرية رئيسة، ثلاثة منها قائمة، إضافة إلى مركزين جديدين.

وشاهد سموه والحضور فيلماً توضيحياً قصيراً، تضمّن أهم ملامح الخطة وأهدافها الرامية إلى رفع كفاءة استغلال الموارد، وتطوير مجتمعات حيوية وصحية، ومضاعفة المساحات الخضراء الترفيهية والحدائق لتوفير بيئة صحية للسكان والزوار، وتوفير خيارات تنقل مستدامة ومرنة، ورفع كفاءة استخدام الأراضي لدعم الأنشطة الاقتصادية، وتعزيز استقطاب الاستثمارات الخارجية في القطاعات الجديدة، وتحسين الاستدامة البيئية والمحافظة على المميزات الطبيعية والمبنية، وحماية التراث الثقافي والعمراني، إلى جانب تطبيق التشريعات والحوكمة التخطيطية.

عقب ذلك، استمع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لشرح من رئيس اللجنة العليا لخطة دبي الحضرية 2040 المدير العام ورئيس مجلس المديرين لهيئة الطرق والمواصلات، مطر محمد الطاير، عن المخرجات النهائية للخطة والتي تم تطويرها بناءً على رؤية سموه ومبادئ دبي الثمانية، بحيث تكون رؤية الخطة (دبي المدينة الأفضل للحياة في العالم). وتتضمن الخطة الحضرية مخططاً هيكلياً استراتيجياً لإمارة دبي للعشرين عاماً القادمة، ينظم قطاع التخطيط الحضري ومساحات واستعمالات الأراضي، بهدف تكامل كل الخطط الرئيسة للتنمية الحضرية بالإمارة، والمواءمة مع التوجهات الاقتصادية والاستراتيجية، والاستغلال الأمثل للبنية التحتية، ودعم النمو والتطوير المستقبلي.

وفي ختام مراسم إطلاق خطة دبي الحضرية 2040، قام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالتوقيع على المخطط الهيكلي لخطة دبي الحضرية 2040، إيذاناً بالبدء في تنفيذها، فيما التقطت لسموه صور تذكارية بهذه المناسبة.

وتتضمن الخطة الجديدة تركيز التنمية والاستثمار في خمسة مراكز حضرية، تسهم في دعم القطاعات الاقتصادية وتنويع فرص العمل وتوفير الاحتياجات الإسكانية والخدمات.

وتضم المراكز الحضرية القائمة: مركزاً تاريخياً وثقافياً بمنطقتي ديرة وبردبي، بما تحويان من متاحف وأسواق تقليدية وشعبية ومناطق سكنية تاريخية ارتبطت في ذاكرة سكان وزوار إمارة دبي، أما المركز الاقتصادي والتجاري العالمي فيضم مركز دبي المالي العالمي، وشارع الشيخ زايد، والخليج التجاري، ووسط المدينة، ويخدم مختلف الأنشطة الاقتصادية والمالية، فيما يشمل المركز السياحي والترفيهي منطقة المارينا وأبراج بحيرات جميرا، ويخدم مختلف الأنشطة الاقتصادية والسياحية.

أما المركزان الجديدان، فهما مركز إكسبو 2020، ويسهم في تطوير قطاع المعارض والسياحة والخدمات اللوجستية، ومركز واحة دبي للسيليكون، ويعد بمثابة حاضنة للابتكار والمعرفة، ويسهم في تطوير قطاع الاقتصاد المعرفي والتقني، واستقطاب الموهوبين والمبتكرين.

6 مستويات للتمدن

حددت خطة دبي الحضرية ستة مستويات للتمدن، تتبع هيكلاً متدرجاً لمراكز عمرانية متعددة الاستعمالات والكثافات تؤدي وظيفة معينة ودوراً خاصاً للتجمعات السكانية والوظيفية ضمن نطاق صلاحيات الخدمة الخاصة بها.

وتشمل المستويات الستة المندرجة تحت الإمارة التي تغطي جميع مدنها: المدينة ويراوح تعداد سكانها بين مليون ومليون ونصف المليون نسمة، ثم القطاع ويراوح عدد سكانه بين 300 ألف و400 ألف نسمة، بعد ذلك يأتي مستوى المنطقة وحُدِّد عدد سكانه من 70 ألفاً إلى 125 ألف نسمة، يليه المجمع ويراوح عدد سكانه بين 20 ألفاً إلى 30 ألف نسمة، ثم الحي ويراوح عدد سكانه بين 6000 و12 ألف نسمة، وأخيراً الحي المحلي وهو أصغر المستويات، ويكون عدد سكانه بين 2000 إلى 4000 نسمة.

وبناءً على هذه المستويات الستة، يتم تحديد مستوى البنية التحتية لمنظومة الطرق والنقل، والطاقة والخدمات الحكومية من مستشفيات ومدارس ومراكز خدمة وغيرها، وكذلك المرافق والخدمات الترفيهية لتوفير مراكز خدمية متكاملة بكل مناطق دبي مع التوسع في استخدام وسائل التنقل المرنة والمستدامة.

ووفقاً للدراسات، من المتوقع أن يرتفع عدد السكان المقيمين في دبي من 3.3 ملايين نسمة في 2020 إلى 5.8 ملايين نسمة في 2040، وسيرتفع عدد السكان خلال ساعات النهار من 4.5 ملايين نسمة في 2020 إلى 7.8 ملايين نسمة في 2040، حيث سيتم استغلال المساحات المتوافرة ضمن حدود خط التنمية العمرانية الحـالي، وستتركز التنمية العمرانية في نطاق المنطقة الحضرية القائمة، وسيتم توفير كل احتياجات السكان من خلال تطوير مراكز خدمية متكاملة بكل مناطق دبي سيراً على الأقدام أو باستخدام الدراجة الهوائية أو وسائل التنقل المستدام، والتركيز على رفع مستوى جودة الحياة، ورفع الكثافة السكانية ضمن المناطق القريبة من محطات النقل الجماعي الرئيسة.

وتتضمن خطة دبي الحضرية 2040 إصدار قانون متكامل ومرن للتخطيط الحضري يدعم استدامة التنمية والتطوير، ويراعي التوجهات المستقبلية للإمارة، وسيتضمن حوكمة التخطيط الحضري من خلال تطوير نظام متكامل لحوكمة التخطيط الحضري يضمن تنظيم العلاقة والمسؤوليات بين كل الأطراف المعنية، وكذلك رفع كفاءة التنمية والاستغلال الأمثل للبنية التحتية، وذلك بتعزيز التنمية ضمن الفراغات الموجودة داخل المنطقة الحضرية، والتركيز على التنمية الموجهة لتشجيع النقل الجماعي والمشي واستخدام الدراجات الهوائية ووسائل التنقل المرنة، وإنشاء قاعدة بيانات تخطيطية موحدة، تدعم عملية اتخاذ القرار وتعزز الشفافية.