26.1 C
Riyadh
Saturday, 20 April 2024












الرئيسية almarsad شيء في الرؤية 2030 لم تروه

شيء في الرؤية 2030 لم تروه

بقلم محمد الاحيدب

إيجابيات كثيرة مميزة وفريدة وإصلاحات مؤثرة شهدناها في السنوات الخمس الأخيرة، وتحديدا منذ بداية تنفيذ عناصر التحول 2020، لا ينكرها إلا جاحد ولا تخفى على مبصر ذي بصيرة، لعل أقوى أمثلتها مكافحة الفساد، وتعزيز النزاهة بجدية وشفافية عالية وعدل وعدم مجاملة، وبقية أمثلة التحول كثيرة في شأن الصحة والإسكان وإجراءات وزارة العدل والحكومة الإلكترونية، وأمور كثيرة ليس المجال هنا لتعدادها كلها، ويكفي ماذكر من استشهاد.

الأمر الذي لاحظته، ولا أدعي أنني لاحظته دون غيري لتميز في نباهة أو دقة ملاحظة، ولكن ربما لأنني أكثر من لاحظ غيابه سابقا، وعانى من تكرار حدوث عكسه أو حدوث السلوك الذي يفترض أن لا يحدث، ولاحظت اختفاءه بكل فخر في الأربع سنوات الأخيرة، ومنذ أن جمعنا سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لاطلاعنا ككتّاب رأي على خطته في التحول ورؤيته المستقبلية حتى 2030م، وتفاصيل ذلك اللقاء ذكرته في قناتي على “اليوتيوب” دون مجاملة ولا إخفاء.

الظاهرة السلبية التي لاحظت أنها اختفت سبق أن تحدثت عن وجودها، وكتب عن المعاناة من حدوثها آنذاك كثر لأنها مضرة، لكن أحدا لم يتطرق -حسب متابعتي- إلى أنها اختفت بكل فخر.

الظاهرة باختصار شديد كانت تكمن في هدم كل وزير أو مدير سابق لما بناه سلفه، والبداية من الصفر سواء في مشروعات جبارة أو منشآت مهمة أو نظم وإجراءات، وهو أمر كان شائع الحدوث، فما أن يعين جديد حتى يصل لمقر عمله يحمل مساحة وإصبع طباشير فيمسح ما كتب سلفه ويبدأ في كتابة ما يراه، وهذا -وربي- وبكل إحقاق للحق وبكل فخر اختفى اليوم تماما، فقد أصبح لدينا استراتيجيات وخطط ثابتة وموحدة؛ لأنه رسم لها أهداف واضحة ومتفق عليها في مجالس عليا، وبرؤية مستقبلية مرسومة بدقة لا اجتهادات فيها ولا ارتجالية.

أما ادعائي أنني عايشت وعانيت حدوث تلك السلوكيات السابقة من أن كل جديد يهدم ما بناه سلفه، فاستشهدت بأمثلته في حينها، ولا مانع من التذكير ببعضها ممن مازلنا نعاني من هدمه وسوف نستعيد بناءه بحول الله، ومن الأمثلة أنني عايشت وبسعادة وفرحة افتتاح مركز لمرضى الإقامة الطويلة بسعة 88 سريرا وخطة زيادتها لـ200 سرير، وذلك لاحتواء المرضى ممن يحتاجون عناية طبية وتمريضية متوسطة لا يستطيع ذويهم القيام بها لأنها تبقى رعاية طبية متخصصة وبعضهم على أنابيب تغذية عبر فتحة في الحلق، ولم تستمر الفرحة بضعة أعوام حتى جاءت سنة ألغي فيها المركز، وعادت المستشفيات لمقولة (أخرج أمك وأخرج أباك) ممن يحتاجون رعاية طبية طويلة.

وشهدت أيضا وتألمت لإلغاء كلية الطب بمدينة الملك فهد الطبية، وتجميد (بلسم) للتأمين الصحي، وهو فكرة جبارة كانت ستحل مشكلة القبول في المستشفيات، وتجميد ربط الملف الطبي بالهوية الوطنية لمنع تكرار زيارة البعض لأكثر من مستشفى متقدم وحرمان غيرهم من مستشفى واحد، (وهذه ستعود الآن وبقوة ولله الحمد)، وشهدت أيضا إلغاء خطوات لضمان حماية المستهلك من جور التجار. ونحمد الله أن ظاهرة هدم ما بناه الوزير السالف اختفت في عهد الحزم والعزم والخطط المدروسة فعليا.