دبي، المرصد،
أكد سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي للإعلام، أن تطوير الإعلام العربي بات أولوية مهمة وخياراً استراتيجياً لا يمكن الإبطاء في تبنيّه أو الوفاء بمتطلباته، بما يضعه ذلك من مسؤولية كبيرة على عاتق صُنّاع القرار الإعلامي وقيادات المؤسسات الإعلامية العربية التي أصبحت مُطالبة أكثر من أي وقت مضى باتباع أفضل الممارسات العالمية وبما يتلاءم مع احتياجات شعوب المنطقة، ويلبي تطلعاتها بمحتوى مبتكر يواكب العصر وخطاب مؤثر يدعم طموحات المستقبل.
جاء ذلك، بمناسبة الإعلان عن أجندة الدورة الـ19 لمنتدى الإعلام العربي، الذي ينظّمه نادي دبي للصحافة افتراضياً هذا العام، في الـ23 من شهر ديسمبر الجاري، نظراً للظرف العالمي الراهن المرتبط بالإجراءات الوقائية في مواجهة جائحة «كوفيد-19»، فيما سيحظى المنتدى بمشاركة لفيف من القيادات الحكومية والإعلامية من المنطقة والعالم.
وقال سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم: «منذ انطلاقه، استهدف منتدى الإعلام العربي التوصل إلى تصورات تعين الإعلام العربي على التطور والارتقاء، ولا شك أن إعلام المنطقة يتحمّل مسؤوليةً كبيرة في هذه المرحلة الدقيقة التي تشهدها منطقتُنا، بل والعالم أجمع. لذلك، فهو يحتاج إلى رسالةٍ متماسكةٍ تزيد من فرص الحوار وتعزِّزُ مسيرة التطوير والتنمية، بينما لا تكتمل هذه الرسالة إلا بخطاب صادق ومؤثر عربياً وإقليمياً ودولياً».
وأضاف سموه: «نريد للإعلام العربي أن يكون صاحب إسهام مؤثر وإيجابي يدعم خطوات شعوب المنطقة على درب التنمية المحفوف بالتحديات، كما نريد له أن يكون الخيار الأول أمام المتلقّي العربي للإجابة عن التساؤلات التي تدور في ذهنه حول قضايا وملفات رئيسة، وذلك عبر استحداث مسارات تطويرية تأخذ بإعلام المنطقة إلى أعلى مراتب التنافسية عالمياً».
وأشار سموه إلى أنه لا يمكن القول إن دخولنا إلى عام 2021 يمثّل انتقالاً اعتيادياً في قطاع الإعلام العربي؛ فالعالم قد تغيَّر وسيستمر في التغيُّر مستقبلاً بفعل التقدم الهائل في تقنيات الاتصالات والمعلومات، ودخول العالم إلى ما يعرف بالثورة الصناعية الرابعة، الأمر الذي يُلزم القائمين على المؤسسات الإعلامية في المنطقة العربية بمواكبة هذا التغيير الحتمي، ويحثهم على إيجاد السبل المُبدعة وتبني الحلول التقنية التي تضمن لها الاستمرار في أداء أدوارها وتحقيق التميز في عالم شديد التنافسية.
وحول التصورات الأساسية لآليات عمل الإعلام العربي خلال المرحلة المقبلة، قال سموه، إننا نثق بأن الإعلام العربي لديه اليوم فرص كبيرة رغم التحديات كافة للانتقال إلى مرحلة جديدة يحقق فيها ما هو متوقع منه على أعلى المستويات، وذلك بحسن توظيف التكنولوجيا، ومنحِ الشباب مساحة أكبر في صُنع إعلامٍ يقدم محتوى متطوراً يخاطب الأجيال الجديدة بلغة التفاؤل والأمل في غدٍ أفضلٍ للجميع، ويشجع على المزيد من التعايش والسلام الاجتماعي.